روائع مختارة | روضة الدعاة | تاريخ وحضارة | الإنتحــار المبرمج‏!‏

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > تاريخ وحضارة > الإنتحــار المبرمج‏!‏


  الإنتحــار المبرمج‏!‏
     عدد مرات المشاهدة: 3458        عدد مرات الإرسال: 0

هناك ظاهرة حيوية تحدث في أجسام الكائنات الحية تسمي ظاهرة الإستموات أو إنتحار الخلية المبرمج‏،‏ وهي ظاهرة عامة ونشيطة‏،‏ تحدث في الصحة والمرض، ويعتمد عليها الجسم في التخلص من الخلايا الشاذة، أو غير المرغوب فيها، أو التي إنتهي دورها بأداء وظيفة معينة، وهي ظاهرة تحدث في خلية منفردة، أو في جمع من الخلايا السليمة، وكمثال علي حدوثها طبيعيا ما يحدث في مراحل النمو والتميز الجنيني، حيث تكون هذه الظاهرة مسئولة عن تخلص طور أبوذنيبة من ذنبه، وتحوله إلي ضفدعة، وكذا ضمور وإنكماش بعض الأنسجة المعتمدة علي النشاط الهرموني، مثل التخلص من الطبقة المبطنة للرحم مع كل دورة شهرية في الأنثي، أما في المرض، فيحدث موت الخلية المبرمج أو إنتحار الخلية، عند تعرض الخلية للإشعاع، أو الإصابة بالفيروسات، ولقد عرف العلم الحديث، أن عملية موت الخلية المبرمج تمر بطور يسمي طور الإعدام، وفيه تقوم إنزيمات الموت المنشطة بعملية قتل للخلية، والمتأمل لحالة المجتمع المصري الآن، يلاحظ أنه يمر بحالة تشبه كثيرا ظاهرة إنتحار الخلية المبرمج، وأنه يقترب كثيرا من طور الإعدام، فالمشكلات المصيرية تحدق بنا من كل جانب، ولم نسمع عن مؤتمر جاد يناقش الحلول لهذه المشكلات الكارثية، مقارنة بإسرائيل التي تناقش مستقبلها وحتمية الحرب مع جيرانها عام2025، ودعوني أضرب مثلا لخمس مشكلات تهدد أمن مصر القومي، وحياة سكانها في السنوات المقبلة.

أولا: الإعتماد علي مساعدات الدول العربية الشقيقة دون العمل علي إدارة عجلة الإنتاج وتشغيل السياحة والمصانع المعطلة لأسباب واهية وغيرها دون النظر إلي أن يد المساعدات الخارجية مؤقتة ولن تدوم إلي الأبد.

ثانيا: يقول الشيخ محمد الغزالي: علينا أن نسارع إلي تغيير التناقض بين ديننا وحياتنا، وأن نفهم كل منتسب إلي هذا الدين، إن الأمر جد لا هزل، وأن من آثارها المؤلمة الهجرة غير الشرعية، وغير المنضبطة والتي تلقي بأرواح البشر إما في البحر أو في الصحراء.

ويقول أيضا: إن أبناءنا المخدوعين دفعوا من لحومهم ودمائهم ثمنا فادحا لمسالك قادة فقدوا الدين والشرف!

ثالثا: المظاهرات المخربة والمدمرة لكل مرافق الدولة ونحن في أمس الحاجة إلي كل جنيه ينفق علي إصلاحها، ناهيك عن غياب مشروع قومي ضخم يخدم الأجيال المقبلة.

رابعا: قرارات الحكومة الحالية إما أنها متأخرة أو مرتفعة وتدفع إلي عدم الخوف من العقاب والإجتراء علي هيبة الدولة، كما انها فشلت في حل المشكلات الجماهيرية الملحة، مثل المرور والبوتاجاز وغيرها.

خامسا: الأزمة المقبلة ستكون في الغذاء والماء، الأولي بسبب هوجة الإعتداء علي الأراضي الزراعية المنتجة للغذاء، والثانية بسبب سد النهضة وما يترتب عليه من أخطار أهمها الفقر المائي لمصر وسكانها.

الكاتب: د. صلاح أحمد حسن.

المصدر: جريدة الأهرام المصرية.